الرؤية/ليلى ابكير
وسط تصاعد التوترات وتجدد الغارات على قطاع غزة، عقد قادة الأردن ومصر وفرنسا قمة ثلاثية في القاهرة اليوم، في محاولة دبلوماسية جديدة لاحتواء الأزمة المتفاقمة. وقد صدر عن القمة بيان مشترك أكد فيه القادة ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، إلى جانب ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون تأخير أو عرقلة.
جاءت القمة، التي جمعت العاهل الأردن, الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت حرج يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا جديدًا. وركز البيان الصادر عنها على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير، والذي تضمن إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وضمان أمن المدنيين من كلا الجانبين.
وأكد القادة على أن حماية المدنيين وموظفي الإغاثة الإنسانية ليست فقط أولوية، بل التزام قانوني بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا.
لم تقتصر المخاوف التي عبر عنها القادة على غزة وحدها، بل أبدوا قلقًا بالغًا من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ورفضوا بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو ضم المزيد من الأراضي المحتلة، مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تُقوض فرص تحقيق حل الدولتين وتزيد من حالة التوتر الإقليمي.
كما شدد القادة على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة في القدس، ووقف كافة الإجراءات الأحادية التي تهدد الاستقرار.
واحدة من أبرز الرسائل التي تضمنها البيان كانت الدعوة إلى أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية “الممكنة” هي الجهة الوحيدة المخولة بإدارة قطاع غزة، في مرحلة ما بعد الحرب، على أن يتم ذلك بدعم دولي وإقليمي فعّال. وأعرب القادة عن استعدادهم الكامل لتقديم المساعدة والمساهمة في جهود التمكين، بالتنسيق مع شركائهم.
وفي السياق ذاته، جدد القادة دعمهم لخطة إعادة إعمار غزة، التي أُقرت في القمة العربية التي استضافتها القاهرة في الرابع من مارس الماضي، وكذلك من قِبل منظمة التعاون الإسلامي. وأكدوا أهمية ترجمة هذه الخطة إلى خطوات عملية، تركز على الأمن والحوكمة.
البيان المشترك لم يكتف بالتحذير والدعوة، بل وضع أيضًا ملامح لمستقبل المسار السياسي، حيث أكد القادة أهمية مؤتمر يونيو المقبل، الذي ستترأسه فرنسا والسعودية، كمنصة أساسية لإطلاق أفق سياسي واضح يمهد الطريق نحو حل الدولتين.