الرؤية – العيون | ليلى أبكير
تحوّلت مدينة العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، نهاية هذا الأسبوع، إلى قبلة عربية للإعلاميين، بعد أن حلّ بها وفد رفيع المستوى من الاتحاد العام للصحفيين العرب، في زيارة ميدانية حملت أكثر من دلالة، وجعلت من المدينة نموذجًا حيًّا للتنمية المتجددة والانفتاح الإعلامي العربي.
الزيارة، التي جرت يوم السبت 18 أكتوبر 2025، لم تكن مجرّد جولة بروتوكولية، بل محطة تأمل مهني وإنساني في حجم التحول العمراني والاجتماعي الذي عرفته المدينة خلال العقد الأخير، ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2015.
وقدّم عبيد مريزيك، نائب رئيس جماعة العيون، مرفوقًا بالسيد عبد الله البقالي، عضو اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، عرضًا تفصيليًا حول أبرز المشاريع المهيكلة التي غيّرت ملامح المدينة، خاصة في مجالات البنية التحتية، والرياضة، والتنمية الاجتماعية.
وأعرب أعضاء الوفد العربي عن إعجابهم بالتحول النوعي الذي تعرفه العيون، مشيدين بقدرتها على تحقيق توازن دقيق بين الرؤية السياسية والإدارة المحلية الفاعلة، في نموذج مغربي يجمع بين التخطيط الاستراتيجي والإرادة التنموية الواقعية، ويضع الإنسان في صلب أولوياته.
وفي سياق متصل، تستعد المدينة لاحتضان اللقاء العربي حول “السيادة الإعلامية – دفاعًا عن العقل والوعي في مواجهة التضليل”، الذي ينطلق يوم 20 أكتوبر الجاري، بتنظيم من الاتحاد العام للصحفيين العرب واللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر بالمغرب.
العيون، التي تجاوزت رمزية الجغرافيا إلى رمزية الفعل العربي المشترك، تتهيأ اليوم لأن تكون مسرحًا لإعلان “ميثاق العيون للسيادة الإعلامية العربية”، وهو مشروع طموح يرسم معالم إعلام عربي جديد، مستقل في قراره، نزيه في خطابه، ومحصّن ضد حملات التضليل والاختراق المعلوماتي.
إن تحوّل العيون من نموذج تنموي محلي إلى منصة عربية لصياغة الوعي الجماعي، يعكس عمق التحولات التي يعيشها الجنوب المغربي، ويؤكد أن المدينة لم تعد فقط فضاءً للتنمية والاستثمار، بل حاضنةً لمستقبل الإعلام العربي الحر والمسؤول
