الرؤية/ليلى ابكير
في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، استعداد موسكو لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن مبادرة سلام جديدة. تأتي هذه التصريحات تزامنًا مع وصول المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث يحمل معه مقترحًا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يومًا.
كشف مصدر مطلع لوكالة فرانس برس أن ويتكوف قد يكون في طريقه للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، أن المبعوث الأميركي سيجتمع مع مسؤولين روس من “مستوى رفيع للغاية”، ولم يستبعد احتمال لقائه مع بوتين.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن مفاوضين أميركيين في طريقهم إلى موسكو، حيث تعتزم واشنطن تقديم خطتها لوقف القتال. كما أجرى أوشاكوف اتصالًا هاتفيًا مع مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، يوم الأربعاء، في خطوة تعكس تكثيف الجهود الدبلوماسية بين البلدين.
كمازار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشكل غير معلن، القوات الروسية في منطقة كورسك، الواقعة غرب البلاد، حيث ارتدى زيًا عسكريًا وأمر بمواصلة العمليات العسكرية لتحقيق تقدم سريع في المنطقة. جاءت هذه الزيارة بعد أن طلبت واشنطن من موسكو دراسة مقترح وقف إطلاق النار، لا سيما بعد أن تمكنت القوات الروسية من استعادة المزيد من الأراضي في كورسك، مما دفع القوات الأوكرانية إلى التراجع عن بلدة سودجا.
فيما يبدو أنه جزء من المفاوضات، أفادت مصادر مطلعة بأن روسيا قدمت للولايات المتحدة قائمة مطالب تتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا وإعادة ضبط العلاقات الثنائية. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل هذه المطالب، إلا أن التقارير تشير إلى أن مسؤولين روسًا وأميركيين ناقشوا هذه الشروط خلال محادثات مباشرة وعبر وسائل الاتصال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ووفقًا لموقع بلومبرغ، فإن بوتين قد يماطل في قبول وقف إطلاق النار لضمان تحقيق أفضل الشروط لروسيا، لكنه في النهاية قد يوافق على هدنة مع أوكرانيا بمجرد تأمين موقف موسكو التفاوضي. في المقابل، ترى القيادة الروسية أن الإطار الحالي للصفقة الذي اتفقت عليه واشنطن وكييف لا يلبي تطلعاتها، ولم يتم حتى الآن بحث تفاصيله مع المسؤولين الأميركيين بشكل رسمي.
مع تكثيف الاتصالات بين موسكو وواشنطن، تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه المباحثات القادمة. هل ستتمكن هذه الجهود الدبلوماسية من وضع حدٍ للحرب الدائرة، أم أن الخلافات الجوهرية ستظل عائقًا أمام تحقيق السلام؟





