الرؤية/ليلى ابكير
تشهد منطقة الساحل السوري تصعيدًا أمنيًا متسارعًا، حيث أعلنت السلطات اليوم عن تعزيز انتشار قوات الأمن وفرض “السيطرة” على المناطق المضطربة في غرب البلاد. يأتي ذلك وسط تقارير عن سقوط قتلى من المدنيين خلال عمليات التمشيط واشتباكات مع مجموعات موالية للنظام.
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع عدد القتلى المدنيين العلويين إلى أكثر من 700 منذ يوم الخميس، نتيجة المواجهات العنيفة بين قوات الأمن السورية، مدعومة بمجموعات مساندة، وعناصر مسلحة موالية للرئيس السابق بشار الأسد في الساحل السوري. وأوضح المرصد أن “745 مدنيًا علوياً قُتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية على يد قوات الأمن والمجموعات الرديفة منذ الخميس”، لترتفع حصيلة القتلى الإجمالية إلى أكثر من 1018، بينهم 273 عنصراً من قوات الأمن والمسلحين الموالين للنظام.
وأشار المرصد إلى أن المواجهات رافقتها “عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي”، إضافة إلى “إعدامات ميدانية ونهب للمنازل والممتلكات”، ما يعكس حجم الفوضى الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وفي مدينة بانياس، شهد السكان عمليات قتل استهدفت مدنيين، بينهم أقارب الناشط السياسي سمير حيدر (67 عامًا)، الذي فقد شقيقيه وابن أحدهما بعد أن أطلقت عليهم مجموعات مسلحة النار. وأوضح حيدر، الذي قضى أكثر من عقد في سجون النظام السابق، أنه تمكن من الفرار في اللحظات الأخيرة إلى حيّ سنّي في المدينة. وقال في اتصال مع وكالة فرانس برس: “لو تأخرت خمس دقائق لكنت في عداد القتلى… لقد نجونا بأعجوبة”.
مع تراجع حدة الاشتباكات، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن قوات الأمن عززت انتشارها في مدن بانياس واللاذقية وجبلة لضبط الأمن واحتواء الوضع. كما صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، حسن عبد الغني، بأن القوات استعادت السيطرة على المناطق التي شهدت “اعتداءات غادرة” ضد رجال الأمن، داعيًا الوحدات العسكرية إلى الالتزام الصارم بتعليمات القادة وعدم المساس بالممتلكات الخاصة إلا بأوامر رسمية.
وفي سياق متصل، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة “احترام أرواح المدنيين” وضمان وصول المسعفين والعاملين في المجال الإنساني إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدة الطبية وإجلاء الجرحى والجثامين.





