الرؤية/ليلى ابكير
في إطار العلاقات الأخوية الراسخة بين المغرب واليمن، انعقدت اليوم الجمعة بالعاصمة الرباط الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية – اليمنية، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الدكتور شائع محسن الزنداني.
وقد شكل هذا اللقاء محطة مهمة لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
استهل بوريطة الاجتماع بالترحيب بنظيره اليمني والوفد المرافق له، مشيدًا بمتانة العلاقات بين البلدين، والتي تستند إلى روابط أخوية وتاريخية قوية. وأكد الوزير حرص المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، على تطوير التعاون المشترك مع اليمن في مختلف المجالات، بما يتماشى مع التطلعات السامية لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس رشاد محمد العليمي.
وأشار بوريطة إلى أن اللجنة المشتركة تشكل إطارًا مؤسساتيًا أساسيًا لتعزيز العلاقات الثنائية، من خلال وضع آليات قانونية وتنفيذية واضحة، تتيح إطلاق مشاريع تعاون ملموسة تعود بالنفع على الجانبين.
وأكد الوزير المغربي خلال الاجتماع موقف المملكة الثابت في دعم الشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، والتزامها بوحدة اليمن الوطنية والترابية واستقراره. كما شدد على رفض المغرب لأي تدخلات أجنبية في الشؤون الداخلية لليمن، معتبرًا أن الحل السياسي للأزمة يجب أن يستند إلى المرجعيات الدولية المعتمدة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني.
كما ناقش الجانبان التطورات الإقليمية والدولية، وخاصة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكدا تطابق مواقفهما بشأن القضايا العربية الراهنة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، جدد بوريطة التأكيد على التزام المغرب، الذي يرأس عاهله لجنة القدس، بدعم القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الحل العادل يجب أن يكون قائمًا على خيار الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
و شدد الوزيران على ضرورة تعزيز التعاون داخل المنظمات الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز مكانة البلدين على الساحة الدولية.
رغم قوة العلاقات السياسية بين المغرب واليمن، فإن التعاون الاقتصادي والتجاري لا يزال بحاجة إلى مزيد من التطوير. وفي هذا السياق، دعا بوريطة إلى استثمار الفرص المتاحة لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي إطار دعم المغرب لليمن في المجال التعليمي، أعلن الوزير عن تخصيص 20 منحة دراسية جديدة للطلبة اليمنيين في معاهد التكوين المهني، على أن تتم إضافة 30 منحة أخرى مستقبلاً، ليصل العدد الإجمالي إلى 150 منحة، مما يعكس التزام المغرب بتعزيز قدرات الشباب اليمني وتطوير مهاراته.
خلص الاجتماع إلى ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز التعاون بين البلدين، واستغلال الإمكانيات المتاحة لتحقيق شراكة استراتيجية مستدامة. وأكد بوريطة أن المغرب واليمن يمتلكان مقومات عديدة يمكن استثمارها في مختلف المجالات، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار لكلا البلدين.





