زيلينسكي يستنجد باوروبا ضد سياسات ترامب

هيئة التحرير15 فبراير 2025Last Update :
زيلينسكي يستنجد باوروبا ضد سياسات ترامب

الرؤية/ليلى ابكير

 

 

 

في ظل تصاعد التوترات الدولية، أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيرًا صريحًا من خطورة لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل إجراء محادثات مع كييف.

جاء هذا التحذير خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث شدد على أن أوكرانيا لن تقبل بأي اتفاق سلام يتم التوصل إليه دون مشاركتها الفاعلة.

لكن رسائل زيلينسكي لم تتوقف عند هذا الحد، فقد دعا أيضًا أوروبا إلى اتخاذ خطوة جريئة بتأسيس قوات مسلحة خاصة بها، معتبرًا أن أمن القارة لم يعد يمكن الاعتماد فيه على المظلة الأميركية كما كان الحال في الماضي.

وجاءت تصريحات زيلينسكي في وقت أجرى فيه ترامب، لأول مرة منذ انتخابه، مكالمة هاتفية مع بوتين دون التشاور مسبقًا مع الحلفاء الأوروبيين، الذين دعموا أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية. ورغم أنه تحدث لاحقًا مع زيلينسكي، إلا أنه لم يسعَ للتنسيق معه بشأن استراتيجيته التفاوضية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل التحالف الغربي في مواجهة روسيا.

وقد عبر زيلينسكي عن موقفه بوضوح قائلًا: “لا قرارات بشأن أوكرانيا دون أوكرانيا، ولا قرارات بشأن أوروبا دون أوروبا. يجب أن يكون للقارة صوتها المستقل ومكانها على طاولة المفاوضات”.

وفي خطوة قد تعيد تشكيل المشهد الأمني في أوروبا، دعا زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى تأسيس جيش أوروبي موحد، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية وحدها لا تكفي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد أن الزمن الذي كانت فيه أميركا تقدم دعمها غير المشروط لأوروبا قد انتهى، مشددًا على ضرورة أن تأخذ الدول الأوروبية زمام المبادرة في تقرير مستقبلها الأمني.

وقال أمام الحاضرين في المؤتمر: “أرى أن الوقت قد حان لإنشاء القوات المسلحة الأوروبية. لا يمكن لأوروبا أن تعتمد إلى الأبد على دعم الآخرين، وعليها أن تحدد مصيرها بنفسها”.

ورغم دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إلا أن القادة الأوروبيين يواجهون تحديًا في جعل أصواتهم مسموعة وسط التحركات الأميركية لتسريع المفاوضات مع روسيا. وقد أشار زيلينسكي إلى أن الضمانات الأمنية المستقبلية يجب أن تشمل عقوبات قوية ضد موسكو وتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية، مؤكدًا أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مشروطًا بآليات واضحة تمنع روسيا من استغلاله لصالحها.

وفي هذا السياق، شدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته على أن القادة الأوروبيين دخلوا مرحلة التخطيط الملموس للضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا، لكنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية بشأن طبيعة هذه الضمانات.

تصريحات زيلينسكي فتحت الباب أمام تساؤلات جدية حول مستقبل الأمن الأوروبي، خاصة مع موقف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الذي قال عبر منصة “إكس”: “أوروبا بحاجة ماسة إلى خطة خاصة بها لأوكرانيا وأمنها، وإلا فإن قوى أخرى ستقرر مصيرنا”.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.