الرؤية/ليلى ابكير
وسط استمرار التوتر في قطاع غزة، تحوّلت مدينة رفح، جنوب القطاع، اليوم الاثنين، إلى ساحة جديدة من التصعيد، حيث اندلعت حرائق في عدد من المنازل بفعل القصف الإسرائيلي المكثف. وبينما كان من المفترض أن يسود الهدوء بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، تتوالى الانتهاكات الإسرائيلية التي تجعل هذا الاتفاق حبرًا على ورق.
أفاد شهود عيان، نقلت عنهم وكالة الأناضول، أن الحرائق اندلعت في منازل بالقرب من دوار العودة وسط رفح، نتيجة القصف العنيف من المسيرات الإسرائيلية والآليات العسكرية المتمركزة على محور فيلادلفيا، الذي يفصل غزة عن الحدود المصرية.
كما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الاحتلال أطلق نيران أسلحته الثقيلة في حي الزيتون شرق غزة، وعند دوار العودة، مما أدى إلى اشتعال النيران في منازل مدنية، دون ورود تقارير عن إصابات حتى الآن.
وفي ظل هذا التصعيد، شهدت المناطق الشرقية من مدينة غزة إطلاق نار مباشر من الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين، في مشهد يعكس مدى هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 19 يناير.
تجاوزت الانتهاكات الإسرائيلية منذ بدء الهدنة 350 خرقًا، وفق ما صرّح به إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر منصة “إكس”. وأوضح أن هذه الخروقات لم تقتصر على إطلاق النار العشوائي، بل شملت غارات جوية، واستهداف المدنيين، وعمليات توغل عسكرية في المناطق الحدودية.
وأشارت لجنة الطوارئ المركزية في رفح إلى تصاعد التوغلات الإسرائيلية في المناطق الوسطى والغربية من المدينة، حيث باتت التحركات العسكرية الإسرائيلية تشكّل تهديدًا مباشرًا للسكان.
ومن جهتها، أكدت حركة حماس أن الاحتلال لم يلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، بل استمر في منع النازحين من العودة إلى شمال قطاع غزة، وقصف المناطق المدنية، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية والطبية.
وفي أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة، قُتل منذ 11 فبراير الجاري 92 فلسطينيًا وأصيب 822 آخرون نتيجة الهجمات الإسرائيلية المباشرة.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، شهد قطاع غزة واحدة من أشد الفترات دموية في تاريخه، حيث أدى القصف الإسرائيلي -المدعوم بشكل مباشر من الولايات المتحدة- إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن تسجيل أكثر من 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية ومرافق الحياة الأساسية.
رغم كل النداءات الدولية لوقف العنف وحماية المدنيين، لا تزال إسرائيل تمارس سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، بينما يعاني السكان من حصار خانق وأوضاع إنسانية كارثية. وبينما تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي لمعرفة مدى قدرته على فرض التزام الاحتلال باتفاقيات وقف إطلاق النار، يظل الواقع على الأرض مأساويًا، حيث الموت والدمار أصبحا جزءًا من المشهد اليومي في غزة.





