واشنطن بوست: إسرائيل توسع وجودها العسكري في سوريا

هيئة التحرير2 فبراير 2025Last Update :
واشنطن بوست: إسرائيل توسع وجودها العسكري في سوريا

الرؤية/ليلى ابكير

 

 

شهدت الأشهر الماضية تطورات ملحوظة في جنوب سوريا، حيث اجتاحت القوات الإسرائيلية العديد من القرى السورية، معلنة أن وجودها سيكون مؤقتًا بهدف تأمين الأسلحة والحفاظ على الاستقرار في المنطقة بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد. غير أن الأنشطة العسكرية التالية، وخاصة بناء القواعد العسكرية والتوسع في وجود القوات، أثارت شكوكًا حول مدى حقيقة هذه التصريحات.

في البداية، أكدت إسرائيل أن دخول قواتها إلى الأراضي السورية كان بهدف “مؤقت”، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو الاستيلاء على الأسلحة والمعدات التي قد تشكل تهديدًا لأمنها. لكن التحركات العسكرية اللاحقة، بما في ذلك بناء قواعد عسكرية محصنة، أثارت تساؤلات جدية حول نوايا إسرائيل في المنطقة. محمد مريويد، رئيس بلدية جباتا الخشب، عبر عن دهشته من بناء قاعدة عسكرية جديدة في قريته وقال: “كيف يمكن أن يكون هذا مؤقتًا؟”.

كما اوضحت صور الأقمار الصناعية التي فحصتها صحيفة “واشنطن بوست” كشفت عن وجود قاعدة عسكرية إسرائيلية تضم أكثر من ستة مبانٍ ومركبات، وهي محاطة بسياج أمني. إلى جانب ذلك، تم الكشف عن بناء مشابه على بعد خمسة أميال إلى الجنوب، مما يعزز الشكوك حول نية إسرائيل في تكريس وجود دائم في المنطقة. هذه التحركات تتناقض مع التصريحات السابقة التي تحدثت عن وجود محدود ومرهون بظروف معينة.

وبعد انهيار سيطرة النظام السوري في ديسمبر 2024، تقدمت الدبابات الإسرائيلية عبر “خط ألفا” الذي كان يمثل حدودًا رسمية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا منذ عام 1967. قوات الاحتلال انتقلت إلى المنطقة العازلة التي كانت تخضع لمراقبة الأمم المتحدة، بل دخلت في بعض الحالات إلى مناطق كانت تابعة للجيش السوري. هذه التحركات دفعت السكان المحليين إلى التساؤل حول الأهداف الحقيقية لهذه العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي تعليقها على هذا الوجود العسكري، قالت بدور حسن، وهي إحدى السكان المحليين: “لا أحد يعرف ما الذي يحدث هنا، ولا أحد يجرؤ على السؤال”. هذه المشاعر تعكس حالة من عدم اليقين والتوتر بين سكان المنطقة الذين يواجهون تداعيات هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية.

ومن جهته، رد الجيش الإسرائيلي على الأسئلة المتعلقة بنشاطاته في سوريا، موضحًا أنه يعمل في جنوب سوريا والمنطقة العازلة في نقاط استراتيجية لحماية السكان في شمال إسرائيل. وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وجود القوات الإسرائيلية في سوريا ليس له مدة زمنية محددة، مشيرًا إلى أن الإجراءات تأتي ضمن إطار تعزيز الأمن الإسرائيلي في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.

فبينما تصر إسرائيل على أن وجود قواتها في سوريا هو مؤقت ويقتصر على الحفاظ على الأمن، تشير التطورات على الأرض إلى أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من استراتيجية أطول الأمد. مع بناء القواعد العسكرية والتوسع في الوجود العسكري الإسرائيلي في مناطق حساسة، يبقى السؤال قائمًا حول ما إذا كانت إسرائيل ستسعى إلى فرض واقع جديد في جنوب سوريا.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.