الرؤية/الهاشم أيوب
تقترب أشغال بناء اكاديمية للتكوين في كرة القدم بمدينة العيون من نهايتها، وقد بلغت نسبة إنجازها حوالي 85%، في مشروع رياضي ضخم يرتقب أن يشكل نقطة تحول نوعية في البنية التحتية الرياضية بالأقاليم الجنوبية، ورافعة جديدة لدعم وتأهيل الطاقات الكروية المحلية، في مدينة يُعرف عنها شغف أبنائها الكبير بلعبة كرة القدم.
هذا المركز الحديث، المقام على مساحة تناهز 12 هكتارا، منها 7000 متر مربع مغطاة، يأتي ليعزز شبكة المنشآت الرياضية التي تحتضنها مدينة العيون، وعلى رأسها القرية الرياضية التي تعد القلب النابض للحركية الرياضية بالمنطقة. وقد تم تصميم المركز وفق أحدث المعايير الهندسية والتقنية، ليضم مرافق متكاملة تشمل جناحا إداريا، فضاء سكنيا خاصا بالطلبة، مقصفا، جناحين للتكوين والصحة، أربعة ملاعب رئيسية، وملعبين مخصصين للتدريب.
وسيستفيد من خدمات المركز 120 مستفيدا، منهم 80 طالبا رياضيا من الذكور و40 طالبة رياضية، في مبادرة تعزز مكانة الرياضة النسوية في الصحراء المغربية، خاصة بعد الأداء البارز الذي بصم عليه فريق النادي البلدي النسوي للعيون في مختلف المنافسات الوطنية.
وفي تصريح صحفي، أكد بلخير العسري، أحد المشرفين على المشروع، أن الأشغال ستنتهي في أكتوبر 2025، ليتم افتتاح المركز قبيل تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، في رمزية قوية تعكس التلازم بين التنمية الميدانية والذاكرة الوطنية الموحدة.
وقد بلغت تكلفة إنجاز هذا المشروع الطموح حوالي 200 مليون درهم (20 مليار سنتيم)، بتمويل مشترك بين ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، مجلس الجهة، جماعة العيون، وبدعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
ولا يقتصر دور المركز على التكوين البدني والتقني والتكتيكي، بل يسعى أيضا إلى ترسيخ قيم المواطنة والانضباط والروح الرياضية في نفوس المستفيدين، انسجاما مع توجهات النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، الذي يضع الرأسمال البشري في صلب أولوياته، ويولي أهمية خاصة لتمكين الشباب.
ويأتي هذا المشروع ليترجم الإيمان العميق للدولة المغربية بقدرات شبابها، واستثمارها في الرياضة كوسيلة للإشعاع الوطني والدبلوماسية الناعمة. وهو أيضا استجابة عملية لحماس أطفال وشباب مدينة العيون، الذين يُعرف عنهم ولعهم الكبير بكرة القدم، حيث لا تخلو أي ساحة أو شارع من مشاهد المباريات العفوية التي تعكس مدى تغلغل هذه الرياضة في نسيج الحياة اليومية.





