الرؤية/ليلى ابكير
باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقاتها في قضية النفق السري الذي يربط التراب المغربي بمدينة سبتة المحتلة، والذي يُشتبه في استخدامه لتهريب كميات كبيرة من المخدرات، وذلك بأمر من النيابة العامة المختصة.
وكانت السلطات المحلية بتطوان، ممثلة في مصالح الأمن والدرك، قد شرعت في تحقيقات أولية عقب اكتشاف النفق، قبل أن يتم تسليم الملف إلى الفرقة الوطنية، في خطوة تعكس جدية التعامل مع هذا التطور الأمني الخطير الذي قد يكون امتد عبر سنوات من النشاط السري.
وتسعى الجهات المختصة حاليًا إلى تعميق البحث حول الجهات المحتملة التي تقف وراء هذا النفق، سواء داخل التراب الوطني أو في الجانب الخاضع للسلطات الإسبانية، كما يتم العمل على تحديد مدى تورط شبكات منظمة تنشط في تهريب الحشيش عبر الحدود البرية والبحرية.
وتجري التحريات في سرية تامة، في الوقت الذي لا تزال السلطات المغربية تتكتم على المعطيات المتعلقة بطول النفق وعدد مداخله ومخارجه، فيما تشير المعطيات الأولية إلى أن الأمر يتعلق بمنشأة معقدة تقنيًا، استُخدمت على الأرجح في تهريب المخدرات تحت غطاء عمليات تجارية وهمية.
وفي المقابل، تواصل السلطات الإسبانية جهودها الموازية لتحديد مسار النفق من جهة مدينة سبتة، خاصة بعد أن أطلقت عملية أمنية واسعة تُعرف باسم “هيديس”، أسفرت حتى الآن عن توقيف 14 شخصًا، يشتبه في انتمائهم لشبكة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات.
وقد تم تنفيذ عمليات ميدانية دقيقة في الجانب المغربي، شملت استخدام أجهزة استشعار وكاميرات متطورة، إضافة إلى عمليات حفر محددة في مناطق قريبة من وادي “أرويو دي لاس بومباس”، حيث تم العثور على حفرة يرجح أنها أحد مداخل النفق، مقابل مستودعات “تراخال” في سبتة.
كما شُوهدت تحركات أمنية مكثفة لعناصر من الشرطة والدرك، مدعومة بمركبات ومعدات تقنية، في محيط الحفرة التي وثقتها عناصر التحقيق، تزامنًا مع استمرار التنسيق المشترك بين المغرب وإسبانيا عبر قنوات أمنية وقضائية رسمية.
وتخضع التحقيقات لإشراف المحكمة الوطنية الإسبانية، التي قررت تمديد طابع السرية على القضية بالنظر إلى تعقيداتها، في حين تواصل فرق تقنية من الحرس المدني الإسباني محاولاتها لتفريغ المياه المتجمعة داخل النفق، بعدما حالت الأمطار وارتفاع منسوب المياه دون استكمال عمليات الاستكشاف.
التحقيقات الجارية تكشف عن ملامح شبكة دولية عابرة للحدود، تستغل وسائل نقل مختلفة، من بينها شاحنات محمّلة بجثث حيوانات، لتمويه شحنات ضخمة من المخدرات.
