إسرائيل تسعى لتدمير سوريا وتفتيتها بحسب التلميحات الإسرائيلية

هيئة التحرير27 فبراير 2025Last Update :
إسرائيل تسعى لتدمير سوريا وتفتيتها بحسب التلميحات الإسرائيلية

الرؤية/ليلى ابكير

 

 

استغلت إسرائيل التوترات التي نشأت بعد سقوط النظام السوري لتعزيز وجودها في المنطقة العازلة في هضبة الجولان، وهي المنطقة التي كانت قد خضعت لوقف إطلاق النار بعد حرب أكتوبر 1973. وفي خطوة مفاجئة، أعلنت إسرائيل عن نيتها في جعل احتلال بعض المناطق في الجنوب السوري دائمًا، متجاهلة الوضع السوري الداخلي الذي كان في مرحلة إعادة البناء. وتوسعت أهدافها لتشمل إنشاء إدارة مدنية عسكرية، تهدف إلى تنظيم الحياة اليومية للسكان المحليين وربطهم باقتصادها عبر فتح مجالات التشغيل.

الإسرائيليون استغلوا التعدد الطائفي في الجنوب السوري، مروجين لفكرة “حماية” الطائفة الدرزية في السويداء. لكن إسرائيل لم تكتفِ بتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، بل كانت تراهن على أن سوريا، مشغولة بمشاكلها الداخلية، لن تتمكن من الرد بشكل فعال. ومع ذلك، كانت حسابات إسرائيل خاطئة، إذ تفجرت مظاهرات حاشدة في مختلف المناطق السورية المحتلة تطالب بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مستلهِمة التجارب الناجحة لحركات المقاومة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

هذه المظاهرات لم تقتصر على المناطق الجنوبية فقط، بل امتدت إلى العاصمة دمشق، حيث خرج المتظاهرون في مظاهرات ليلية رفضًا للعدوان الإسرائيلي، وأكدوا تمسكهم بالوحدة السورية ورفض التقسيم. ورغم هذه المواقف الشعبية، صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن القوات الإسرائيلية ستبقى في المنطقة العازلة لفترة “غير محدودة”، مؤكدًا أن هدفهم هو حماية مستوطنات الجولان ومنع أي تهديد.

في المقابل، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدات جديدة بمنع أي وجود عسكري للجيش السوري أو ما وصفه بـ “التنظيمات الإرهابية” في المنطقة، بينما تكثف إسرائيل غاراتها الجوية على المناطق السورية الجنوبية. وركزت هذه الهجمات على تدمير نقاط القوة العسكرية المحتملة في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز علاقتها مع الدروز في السويداء، مروجين لفكرة دعم حكم ذاتي درزي في تلك المنطقة.

لكن هذه الخطط الإسرائيلية قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الشعب السوري. ففي مناطق مثل القنيطرة ودرعا والسويداء، خرجت مظاهرات حاشدة تندد بالتهديدات الإسرائيلية وتؤكد رفضها لأي محاولات لتقسيم سوريا أو المساس بوحدتها. في خضم هذه التحولات، يؤكد السوريون على أن أي محاولة لتغيير الحقائق الجغرافية والسياسية في جنوب سوريا لن تمر دون رد، ويواصلون مقاومتهم لكل محاولات الاحتلال.

هذه الأحداث تؤكد أن الصراع في المنطقة مستمر وأن المقاومة السورية، رغم التحديات، تظل ثابتة في وجه المخططات الإسرائيلية، التي تسعى إلى فرض واقع جديد في جنوب سوريا وابتلاع المزيد من الأراضي السورية.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.