المغرب يطلق حملة تلقيح عاجلة لمكافحة عودة مرض الحصبة

هيئة التحرير12 مارس 2025Last Update :
المغرب يطلق حملة تلقيح عاجلة لمكافحة عودة مرض الحصبة

الرؤية/ليلى ابكير

 

 

 

في إطار سعيه للحد من انتشار مرض الحصبة الذي عاد ليهدد صحة الأطفال في المغرب، أطلقت وزارة الصحة حملة تلقيح واسعة في البلاد، مستهدفة أكثر من عشرة ملايين طفل تحت سن 18 عامًا. الحملة التي انطلقت منذ أكتوبر 2024 تشمل عمليات توعية في المدارس، فضلاً عن نشر رسائل إعلامية تهدف إلى التأكيد على أهمية التلقيح لمكافحة هذا المرض المعدي الذي كان قد تم القضاء عليه في المغرب قبل أن يعود بشكل مقلق في الأشهر الأخيرة.
الحصبة، التي تعد من أكثر الأمراض المعدية سرعة في الانتشار، سجلت عودة مقلقة في المغرب في نهاية عام 2023. وفقًا للبيانات الرسمية، تم تسجيل أكثر من 25 ألف حالة إصابة، مما أسفر عن وفاة أكثر من 120 شخصًا. وفي تصريحات له لوكالة فرانس برس، أرجع معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة، سبب عودة الحصبة إلى تأثير الأفكار الرافضة للتلقيح، التي تفاقمت بعد جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أن التلقيح ضد الحصبة كان ساريًا في المغرب منذ الستينات.
يأتي ذلك في وقت شهد فيه المغرب زيادة في “فوبيا اللقاحات”، وهي ظاهرة تم ملاحظتها بشكل واضح في السنوات الأخيرة.
ووفقًا للسلطات، تعد هذه الحملة “استدراكية عاجلة” تهدف إلى تلقيح الأطفال الذين لم يستكملوا جرعاتهم بسبب التردد أو نقص الوعي. ورغم نجاح الحملة في تقديم اللقاح لنحو 55% من الأطفال الذين بحاجة إليه، إلا أن الوزارة لا تزال تواجه تحديات في إقناع بعض العائلات بتلقيح أبنائهم، بسبب انتشار شائعات وأفكار مضللة عن اللقاح.
في نفس السياق، تقول الممرضة حسناء أنور، التي تشارك في حملات التلقيح في مستوصف الهرهورة، إنها لاحظت زيادة في مقاومة الآباء لتلقيح أطفالهم بعد الجائحة، حيث كانت بعض الأسر تُفضل استشارة أطبائها الخاصين بدل التوجه إلى المراكز الصحية. وأشارت أن هناك شكوكًا تراود بعض العائلات حول “أمان اللقاح”، خاصة بعد الخلط بين اللقاح ضد الحصبة وبعض اللقاحات الأخرى المرتبطة بكوفيد-19.
وفي وقت تواصل فيه السلطات الصحية حملتها لتوعية المجتمع بأهمية التلقيح، يُظهر معطى آخر أن بعض الفئات الاجتماعية تظل متأثرة بالأفكار المناهضة للقاحات، وهو ما يزيد من صعوبة استكمال التلقيح الجماعي. وفي هذا السياق، شدد علي لطفي، الناشط في قضايا الصحة، على أن “التراخي” في حملة التلقيح بعد الجائحة ساهم في تفشي المرض مجددًا، مشيرًا إلى أن هذا الإهمال يجب أن يُعالج بمزيد من الجهود للتوعية وتبديد المخاوف.
وفي المقابل، تؤكد وزارة الصحة أن اللقاحات ظلت متوافرة في المراكز الصحية خلال جائحة كوفيد-19، وأنها تستمر في تقديمها بالمجان. كما تؤكد على ضرورة الحفاظ على استمرارية الحملة حتى تحقيق نسبة تغطية تلقيحية تتجاوز 95% من الأطفال تحت سن 18 عامًا، وذلك للعودة إلى وضعية المناعة الجماعية.
يواجه المغرب اليوم تحديات كبيرة في معركته ضد الحصبة، ولا سيما مع استمرار تأثير الأفكار المضادة للقاحات التي تهدد جهوده في القضاء على هذا المرض. إلا أن استمرارية حملات التوعية والتلقيح ستظل هي المفتاح لضمان حماية أطفال البلاد من عواقب هذا المرض المعدي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.