الرؤية/ليلى ابكير
في تصعيد خطير للوضع الأمني في مالي، شهدت البلاد هجومًا إرهابيًا دامياً استهدف موكبًا من المركبات المدنية، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 13 آخرين. وقع الهجوم يوم الجمعة في منطقة كوبي، الواقعة على بُعد 30 كيلومترًا من مدينة غاو، حيث هاجمت مجموعة مسلحة الركاب بوحشية، في اعتداء جديد يعكس تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
وبحسب بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للجيش المالي، فإن المهاجمين استهدفوا الموكب المدني بشكل متعمد، موقعين عددًا كبيرًا من الضحايا، معظمهم من عمال المناجم الأجانب الذين كانوا في طريقهم إلى أحد مناجم الذهب في المنطقة. وأوضح البيان أن القوات المسلحة المالية تحركت سريعًا ونفذت عمليات تمشيط مكثفة أسفرت عن القضاء على 19 مسلحًا وإصابة 4 آخرين، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحربية.
ولم يكن هذا الهجوم حدثًا استثنائيًا، بل يأتي في سياق موجة من الهجمات الإرهابية المتزايدة التي تضرب مالي، لا سيما على طريق أنسونجو-غاو، حيث كثّفت الجماعات الإرهابية عملياتها، سواء من التنظيمات المتطرفة التابعة للقاعدة وداعش، أو من العصابات المسلحة التي تستغل حالة الفوضى لنهب المدنيين.
فمنذ عام 2012، تعيش مالي على وقع أزمة أمنية خانقة، إذ تحولت مناطقها الشمالية والوسطى إلى ساحات معارك بين الجماعات الإرهابية والقوات الحكومية، في ظل محاولات يائسة لاستعادة السيطرة وفرض الأمن. وعلى الرغم من الحملات العسكرية المستمرة، إلا أن الوضع لا يزال هشًا، حيث تشهد البلاد بين الحين والآخر هجمات وحشية تزهق أرواح الأبرياء.
مع استمرار تصاعد الهجمات الإرهابية، تبدو مالي أمام تحديات معقدة تتطلب حلولًا أمنية وسياسية شاملة. وبينما تكافح القوات المسلحة لاحتواء التهديدات، يبقى المدنيون الحلقة الأضعف في هذا الصراع الدموي، في انتظار تحرك دولي وإقليمي أكثر فاعلية لإنهاء دوامة العنف التي تعصف بالبلاد.
