تبون يضع شرطا للتطبيع مع اسرائيل

هيئة التحرير2 فبراير 2025Last Update :
تبون يضع شرطا للتطبيع مع اسرائيل

الرؤية/ليلى ابكير

 

 

 

في مقابلة إعلامية مع صحيفة لوبينيون الفرنسية، خرج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتصريحات جديدة حول ملفات حساسة، أبرزها قضية الصحراء المغربية والعلاقات مع إسرائيل، إضافة إلى موقفه من إمكانية الترشح لولاية رئاسية ثالثة. هذه التصريحات، وإن حاولت إظهار الجزائر في موقف قوي، إلا أنها تكشف مجدداً تخبط النظام الجزائري وازدواجية خطابه على الساحة الدولية.

فيما يخص قضية الصحراء المغربية، زعم تبون أنه حذر نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من “ارتكاب خطأ فادح” بشأن هذا الملف. هذا الموقف يندرج في إطار السياسة الجزائرية التقليدية التي تسعى لعرقلة مساعي المغرب في وحدته الترابية، رغم أن الواقع الدولي يسير في اتجاه دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، مع تزايد عدد الدول التي تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وبالتالي، فإن مثل هذه التحذيرات لم تعد تؤثر على التوجه العالمي تجاه هذه القضية، بل تكشف عزلة النظام الجزائري المتزايدة.

أما في ما يخص العلاقات مع إسرائيل، فقد صرح تبون أن الجزائر “مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم الذي يتم فيه تأسيس دولة فلسطينية مستقلة”. هذا التصريح يبرز ازدواجية الخطاب الجزائري، حيث سبق للنظام أن هاجم المغرب بسبب استئناف علاقاته مع إسرائيل، بينما هو الآن يضع شروطاً قد تفتح له الباب للقيام بالخطوة نفسها. هذا التناقض يكشف أن الشعارات التي يرفعها النظام الجزائري ليست سوى للاستهلاك الداخلي، في وقت تتزايد فيه العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها الجزائر

اما على المستوى الداخلي، نفى تبون نيته الترشح لولاية ثالثة، مؤكداً أنه لا ينوي البقاء في الحكم. لكن بالنظر إلى تاريخ النظام الجزائري، فإن هذه التصريحات لا تعدو كونها محاولة لتهدئة الرأي العام، خاصة في ظل نظام سياسي يُمسك به الجيش، حيث لم يعرف الجزائريون انتقالاً ديمقراطياً حقيقياً منذ عقود.

هذه التصريحات تعكس التخبط الذي يعيشه النظام الجزائري، سواء في محاولته التأثير على موقف الدول الكبرى بخصوص الصحراء المغربية، أو في سعيه للخروج من العزلة الدولية بمواقف متناقضة تجاه التطبيع، أو حتى في محاولته تقديم صورة ديمقراطية عن حكم يظل بعيداً كل البعد عن الممارسات الديمقراطية الحقيقية.

وفي النهاية، تظل الجزائر محاصرة في زاوية العزلة الدبلوماسية، في وقت يحقق فيه المغرب تقدماً ملموساً على الصعيدين الاقتصادي والدولي، ويعزز شراكاته الاستراتيجية، مما يزيد من الفجوة بين البلدين على جميع المستويات.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.