الرؤية/ليلى ابكير
يشهد العام 2025 بداية فصل جديد في تاريخ البشرية، حيث تتسارع وتيرة الابتكارات العلمية والتكنولوجية لتفتح أبوابًا جديدة أمام مستقبل مشرق. من التطورات المذهلة في مجال الطاقة النووية المتجددة إلى العودة المنتظرة للسفر الأسرع من الصوت، يبدو أن العام الجديد سيحمل في طياته تغييرات جذرية قد تؤثر في حياتنا اليومية ,كما نشر في تقرير Interesting Engineering.
يشهد قطاع الطاقة النووية بداية حقبة جديدة، مع استعداد 16 دولة لبناء 65 مفاعلًا نوويًا. في صدارة هذا التحول تقف دول مثل الصين والهند وروسيا، التي تتسابق لتبني حلول طاقة مستدامة. تساهم الشركات التكنولوجية الكبرى مثل جوجل في تطوير مفاعلات نووية صغيرة مبتكرة، مما يعزز من القدرة على إنتاج الطاقة النظيفة. مع بدء تشغيل 12 مفاعلًا جديدًا بحلول نهاية عام 2025، يُتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي للطاقة النووية إلى مستويات غير مسبوقة، مما يفتح آفاقًا واسعة لمستقبل طاقة مستدامة وموثوقة.
كما دخلت الحوسبة الكمومية في مرحلة جديدة من التطور، حيث أصبحت تقترب من أن تكون جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. استطاع معالج “Willow” من جوجل حل مشكلة رياضية معقدة في دقائق قليلة، وهي مسألة كان من الممكن أن تستغرق آلاف السنين باستخدام الحواسيب التقليدية. مع التقدم المستمر في تقنيات تصحيح الأخطاء وزيادة عدد الكيوبتات، من المتوقع أن تحدث الحوسبة الكمومية ثورة في مجالات متعددة مثل اكتشاف الأدوية والتنبؤات الاقتصادية، مما يجعل عام 2025 عامًا حاسمًا في تاريخ هذه التكنولوجيا.
وبينما تتصدر الصين وأمريكا السباق في تطوير واجهات الدماغ والكمبيوتر (BCI)، تشهد البشرية بداية عصر جديد من التفاعل بين الإنسان والآلة. هذه التقنيات لا تقتصر على تحسين الحياة الطبية فحسب، بل تعد بإحداث تغييرات جذرية في طريقة تواصل الإنسان مع الأجهزة. تفتح هذه الابتكارات الباب أمام علاج مرضى الشلل واستعادة الحركة، بالإضافة إلى إمكانية تحسين القدرات الإدراكية والتواصلية، مما يعزز من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وهذا العام سيشهد سلسلة من المهمات الفضائية التي ستغير طريقة تفكيرنا في الكون. من المتوقع أن تهبط شركة Ispace اليابانية مجددًا على سطح القمر، بينما تطلق ناسا مهمة SPHEREx لرسم خريطة كونية تكشف أسرار المجرات والفضاء العميق. هذا بالإضافة إلى المهمات التي تهدف إلى استكشاف الشمس والظواهر المغناطيسية، مما يجعل هذا العام فترة تحول حقيقية في معرفتنا بالفضاء الخارجي.
ومع تطور الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فإننا نقترب أكثر من دمج الروبوتات في حياتنا اليومية. من الروبوتات الشبيهة بالبشر من تسلا إلى الروبوتات الرباعية القادرة على تنفيذ المهام المعقدة، يتوقع أن يشهد عام 2025 تقدمًا ملحوظًا في قدرتها على التفاعل مع الإنسان بشكل طبيعي وفعال. هذا التكامل بين الإنسان والآلة سيجلب ثورة في مجالات عدة، مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، مما يسهم في تحسين الحياة اليومية.
وبعد سنوات من الانتظار، يبدو أن السفر الأسرع من الصوت بات قريبًا من الواقع. مع الطائرات مثل X-59 من ناسا وXB-1 من Boom Supersonic، يمكن أن يتحقق الحلم بالسفر بين نيويورك ولندن في أقل من ساعة، مما سيغير تمامًا مفهوم السفر الدولي. هذا التقدم في تقنيات الطيران يعد بتقليص المسافات بين البلدان وتعزيز التواصل العالمي بشكل غير مسبوق.
كما شهدت فيزياء الجسيمات تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث يمثل مشروع ESS في السويد خطوة مهمة نحو فهم أعمق للمادة والطاقة. في الوقت ذاته، يخطط CERN لإطلاق مصادم دائري مستقبلي يهدف إلى استكشاف المادة المظلمة والأبعاد الإضافية. هذه الاكتشافات قد تكون بمثابة تحولات في فهمنا لأساسيات الكون، مما يجعل عام 2025 عامًا محوريًا في علم الفيزياء.
عام 2025 يحمل في طياته وعودًا غير محدودة لعصر جديد من الابتكارات والاكتشافات. من الطاقة النووية المتجددة إلى الحوسبة الكمومية، ومن التفاعل بين الإنسان والآلة إلى استكشاف الفضاء، نعيش اليوم في لحظة تاريخية تشهد تغيرات جذرية في مختلف المجالات. ومع تقدم التكنولوجيا والابتكار، سننتقل من الخيال العلمي إلى واقع ملموس، ليكون هذا العام بداية لفصل جديد في تاريخ البشرية.





