عملاق الفوسفاط المغربي يدعم مشاريع التنمية الزراعية في افريقيا

هيئة التحرير2 فبراير 2025Last Update :
عملاق الفوسفاط المغربي يدعم مشاريع التنمية الزراعية في افريقيا

الرؤية/ليلى ابكير

 

 

 

حرص المغرب، منذ عقود، على تعزيز علاقاته مع الدول الإفريقية من خلال مقاربة تنموية شاملة تقوم على التعاون الاقتصادي والاستثمار في قطاعات استراتيجية. وفي هذا الإطار، يعد المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) أحد أبرز الفاعلين الاقتصاديين الذين ساهموا في دعم التنمية بالقارة، عبر استثمارات متنوعة في مجالات الزراعة، الطاقة، والصناعة، مما جعل منه شريكًا رئيسيًا في مسار تحقيق الاكتفاء الغذائي والاستدامة في إفريقيا.

تبنّى المكتب الشريف للفوسفاط سياسة استثمارية طموحة في القارة الإفريقية، حيث لم تقتصر أنشطته على تصدير الفوسفاط والأسمدة، بل تجاوزت ذلك إلى إقامة مشاريع بنيوية تهدف إلى تطوير القطاع الزراعي وتحسين الإنتاجية. وتشمل هذه الاستثمارات:

*تمويل مشاريع البنية التحتية الزراعية والصناعية لدعم التنمية المحلية.

*تطوير حلول زراعية مبتكرة تعتمد على أسمدة مصممة خصيصًا لتناسب التربة الإفريقية.

*تمكين الفلاحين الصغار من خلال برامج تكوينية تسهم في تحسين ممارساتهم الزراعية وزيادة مداخيلهم.

وتعد هذه المبادرات جزءًا من التزام المغرب بدعم الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة في إفريقيا.

في إطار استراتيجيته الرامية إلى تحقيق زراعة أكثر استدامة، أطلق المكتب الشريف للفوسفاط مبادرة “إفريقيا الخضراء”، التي تسعى إلى:

*تحسين مردودية المحاصيل الزراعية باستخدام أسمدة ملائمة لاحتياجات التربة الإفريقية.

*دمج الرقمنة والبحث العلمي في القطاع الزراعي، لضمان زراعة أكثر كفاءة وإنتاجية.

*دعم الفلاحين الصغار وتوفير حلول مبتكرة لهم، بهدف تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متكاملة.

وقد تعزز حضور المكتب الشريف للفوسفاط في 14 دولة إفريقية، من بينها كوت ديفوار، السنغال، الكاميرون، بنين، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنغولا، وتنزانيا، حيث لا تقتصر أنشطته على إنشاء مصانع للأسمدة، بل تمتد إلى دعم الفلاحين وتطوير سلاسل الإنتاج الزراعي، مما يعود بالنفع المباشر على الاقتصادات المحلية.

لم يكن انفتاح المغرب على إفريقيا مقتصرًا على الجانب الاقتصادي فقط، بل كان جزءًا من رؤية استراتيجية شاملة لتعزيز الروابط التاريخية والثقافية والسياسية مع دول الجنوب. ومن هذا المنطلق، عملت الدبلوماسية المغربية على بناء شراكات حقيقية تقوم على التضامن والتعاون المشترك.

وقد عبر المغرب، في أكثر من مناسبة، عن استعداده لتوطيد هذه الشراكة من خلال التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، بما يضمن تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة لكافة الأطراف المعنية.

يشكل المكتب الشريف للفوسفاط نموذجًا ناجحًا للدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في تحقيق التنمية الإفريقية، حيث ساهمت استثماراته في النهوض بالقطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي في العديد من الدول. ومع استمرار المغرب في تعزيز حضوره بالقارة عبر استراتيجيات مبتكرة، يتعزز دوره كشريك رئيسي في نهضة إفريقيا، وفق مقاربة تقوم على التعاون والتضامن والتنمية المشتركة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.