الرؤية/الهاشم ايوب
اثارت الانتعاشة التي تعرفها العلاقات المغربية الموريتانية ،و التي تعززت مؤخرا باتفاقية الربط الكهربائي و كذا بانشاء المعبر الحدودي الجديد السمارة ـبئر ام كرين،حفيظة جبهة البوليساريو،ما حدا بها الى تهديد علني بفتح ابواب النار عليها.
في هذا الصدد تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية، تهديد استقرار المنطقة بشكل خطير، حيث أطلقت تصريحات تهدد فيها موريتانيا بشكل صريح، على خلفية مسار التعاون الاستراتيجي المتزايد بينها وبين المملكة المغربية، فبحسب ما نقلته صحيفة LA RAZON الإسبانية، حذر القيادي في الجبهة، البشير مصطفى السيد، من أن “أبواب النار ستفتح” على موريتانيا إذا وصل التعاون بين الرباط ونواكشوط إلى حد فتح معبر حدودي بين السمارة في إقليم الصحراء المغربية وبير أم كرين شمال موريتانيا.
واعتبر القيادي في الجبهة الانفصالية، أن هذا الإجراء يعني اعترافًا ضمنيًا من موريتانيا بالحدود التي يطالب بها المغرب، وهو ما من شأنه أن يسحب الاعتراف بالبوليساريو ويقحم موريتانيا في صراع إقليمي قد يعصف باستقرارها، وفق تقديراته التي أظهر من خلالها المخاوف المتصاعدة للجبهة الانفصالية بانضمام وشيك للاعتراف بمغربية الصحراء على غرار العديد من الدول حول العالم بما فيها فرنسا وإسبانيا.
ومن الناحية الأمنية، تُظهر هذه التصريحات تطورًا خطيرًا في أساليب جبهة البوليساريو التي باتت تهدد ليس فقط بالقتال التقليدي، بل بالتصعيد عبر الأعمال العدائية ضد موريتانيا، كما أنها تسعى لزعزعة أمن الدول المجاورة، وبالتالي، فإن أي خطوة تتخذها موريتانيا نحو مزيد من التعاون مع المغرب تُعد في نظر البوليساريو بمثابة تصعيد يستدعي “ردًا” مباشرًا، وهو ما يرفع من مستوى التوترات الأمنية في منطقة هشة أصلًا، والتي تعاني من تحديات كبيرة تتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي.
وهذا التوجه من البوليساريو يضع موريتانيا في موقف حساس للغاية، حيث تزداد الضغوط عليها لتحديد موقفها بين تأكيد تحالفاتها الاستراتيجية مع المغرب أو الاستجابة لهذه التهديدات التي قد تنطوي على عواقب أمنية شديدة.
وبناءً على ذلك، لا يمكن النظر إلى تهديدات القيادي في الجبهة الانفصالية على أنها مجرد تصريحات عابرة، بل هي مؤشرات على تحول في استراتيجية البوليساريو التي تسعى إلى التصعيد الأمني بكل الوسائل المتاحة، وهي خطوة قد تفتح المجال أمام صراعات أمنية لا تتوقف عند حدود موريتانيا، بل قد تؤثر في الاستقرار الإقليمي بشكل عام، وتدفع المنطقة نحو المزيد من التوترات والصراعات التي قد تكون لها انعكاسات على الأمن الإقليمي والدولي.
وتشكل التهديدات المتكررة التي تطلقها جبهة البوليساريو ضد موريتانيا مصدر قلق متزايد داخل البلاد وخارجها، حيث تُثير هذه التصريحات مخاوف لدى أنصار الجبهة في موريتانيا، سواء في أوساط السياسيين أو المواطنين الذين يربطهم ولاء واضح للجبهة الانفصالية.
يذكر ان هذه التهديدات الأخيرة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي في سياق طويل من التصعيد الدي أطلقته جبهة البوليساريو ضد موريتانيا في الأشهر الماضية، ففي مرات عديدة سابقة، وجهت البوليساريو تهديدات تتراوح بين التصعيد العسكري والتهديدات الأمنية، بما في ذلك التلميح بالقيام بعمليات إرهابية تستهدف مصالح موريتانية، وهو ما يضيف تهديدًا جديدًا للسلام والأمن في المنطقة، ما يعكس أن الجبهة الانفصالية تستخدم التهديدات الأمنية كورقة ضغط ليس فقط ضد المغرب، بل ضد أي دولة تسعى للانفتاح على الرباط في إطار اتفاقات استراتيجية أو تجارية.





