الرؤية/ليلى ابكير
يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا متسارعًا مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، وسط مؤشرات على توغل بري أوسع. وأفاد الدفاع المدني في غزة، اليوم الأربعاء، أن ما لا يقل عن 436 شخصًا قُتلوا منذ استئناف إسرائيل هجماتها على القطاع، وفقًا لما أكده المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل ومدير قسم المعلومات في وزارة الصحة، زاهر الوحيدي.
وفي تطور ميداني لافت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية محدودة في وسط قطاع غزة، تهدف إلى توسيع المنطقة العازلة وإنشاء خط فاصل بين شمال القطاع وجنوبه. وأكد الجيش الإسرائيلي أن “القوات تسيطر على وسط محور نتساريم”، ما يشير إلى استراتيجية جديدة تهدف إلى فرض واقع ميداني جديد على الأرض.
ووفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يتوغّل بمحاذاة محور نتساريم بعمق 3 كيلومترات، في خطوة تهدف إلى قطع أوصال القطاع ودفع المزيد من السكان إلى النزوح. كما أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية بدأت إغلاق شارع صلاح الدين، أحد أهم الطرق الرئيسية في غزة، ما يعزز الحصار المفروض على المدينة.
ومن جانبها، اعتبرت حركة حماس أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تمثل “إمعانًا في حصار غزة وانقلابًا على الاتفاقات السابقة”، مؤكدة أنها منفتحة على أي مقترح يُفضي إلى وقف الحرب والمضي قدمًا في مفاوضات المرحلة الثانية.
بالتزامن مع هذه التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء لواء غولاني إلى غلاف غزة، في خطوة تعكس التحضير لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية داخل القطاع.
كما صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من لهجته، مؤكدًا أن الهجوم الجوي الأخير ليس سوى “المرحلة الأولى”، متوعدًا بـ”تحركات أكثر صعوبة”. وأضاف كاتس: “أمام سكان غزة خياران: عودة الرهائن أو مواجهة الدمار الشامل”، مشيرًا إلى بدء عمليات إخلاء السكان من مناطق القتال، ما قد يمهّد لتوسيع نطاق العمليات البرية في الأيام المقبلة.
ومع تصاعد التوترات، يواجه قطاع غزة مرحلة خطيرة من التصعيد العسكري، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية قد تتفاقم مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتضييق الخناق على السكان المحاصرين.
