الرؤية/آسية اباحازم
شهدت أسواق زيت الزيتون في المغرب، تراجعًا ملحوظًا في الأسعار، وهو الانخفاض الذي طالما انتظره المستهلكون بشغف، باعتبار أن هذه المادة تعتبر من الأساسيات التي لا غنى عنها في المطبخ المغربي، وتستهلك بكميات كبيرة في مختلف أنحاء المملكة.
وبدت هذه التراجعات جلية في أصناف زيت الزيتون المعروض للبيع في الأسواق الكبرى، حيث عمدت العديد من المتاجر إلى عرض هذا المنتج في إطار تخفيضات خاصة، مع تحديد أسعار اللتر الواحد بين 77 و90 درهمًا، في خطوة فاجأت الكثيرين.
وكشفت القوائم السعرية التي طرحتها بعض الشبكات التجارية الكبرى عن انخفاض فعلي للأسعار مقارنة بالفترات السابقة، مما أثار ارتياحًا بين المستهلكين. وفي هذا السياق، عرضت إحدى العلامات التجارية الشهيرة زيت الزيتون بسعر 76.95 درهمًا للتر الواحد، بينما وصل سعر نصف اللتر إلى حوالي 39 درهمًا، فيما بلغ سعر اللترين نحو 153.50 درهمًا. أما قنينة الخمسة لترات من نفس العلامة، فقد انخفضت أسعارها إلى 383 درهمًا بعد أن كانت قد تجاوزت حاجز 500 درهم في وقت سابق.
ورغم هذه التخفيضات التي شهدتها بعض الشركات، فإن البعض الآخر اكتفى بتقليص الأسعار بنسب أقل، حيث تم تخفيض سعر اللتر الواحد من 100 درهم إلى 89 درهمًا فقط. إلا أن الملاحظة الأبرز هي أن معظم الشركات شهدت انخفاضات متفاوتة على منتجاتها من زيت الزيتون، مما يشير إلى أن السوق شهد تحركات واسعة على هذا الصعيد.
ويرى بعض المحللين أن هذه التراجعات تعكس ثمار القرار الذي اتخذته الحكومة المغربية قبل أشهر بفتح الباب أمام استيراد زيت الزيتون من أسواق دولية، لاسيما من تونس، إسبانيا، فرنسا وإيطاليا، بعد تراجع الإنتاج المحلي بسبب ظروف مناخية غير مواتية.
وفي هذا الصدد، أكد محمد حسيسي، أحد التجار بمدينة الرباط، أن أسعار زيت الزيتون شهدت انخفاضًا يتجاوز 15 درهمًا للتر الواحد، مقارنة بما كانت عليه سابقًا، مشيرًا إلى أن هذا التغيير هو أحد نتائج السماح بفتح السوق أمام الواردات الأجنبية بعد تضرر الإنتاج الوطني.
وأوضح حسيسي في تصريح صحفي أن “المنتج الوطني لم يشهد تراجعات حادة في أسعاره، إذ لا يزال سعر اللتر الواحد من الزيت الوطني يتراوح حوالي 100 درهم، بينما طال الانخفاض بشكل أساسي الزيت المستورد، خصوصًا من
تونس”. كما أشار إلى أن “أسعار زيت الزيتون في محلات تجارة القرب قد انخفضت بشكل كبير، حيث تراوحت الأسعار بين 78 و80 درهمًا للتر الواحد، وهو ما يعكس تراجعًا كبيرًا في الأسعار”.
وتوقع حسيسي أن يكون أغلب الزيت الذي شهد انخفاضًا في أسعاره هو الزيت المستورد من الخارج، في حين أن الشركات المغربية تقوم بتعبئته وتسويقه في الأسواق المحلية.
وكانت أسعار زيت الزيتون قد أثارت الكثير من الجدل خلال الأشهر الماضية، لا سيما بعد التأكد من تراجع الإنتاج المحلي لموسم 2023-2024، مما أثار مخاوف من أن تشهد الأسعار ارتفاعًا غير مسبوق قد يصل إلى 150 درهمًا للتر. لكن مع التراجعات الأخيرة، يبدو أن تلك المخاوف قد بدأت تتبدد، ليُعاد الأمل في أن تظل أسعار هذا المنتج الحيوي في متناول الجميع.





