الرؤية/ليلى ابكير
شهدت موانئ وقرى الصيادين على السواحل المتوسطية شمال المغرب خلال شهر يناير الماضي ارتفاعًا في كمية منتجات الصيد البحري المفرغة بنسبة 7% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. هذا النمو لم يقتصر على الحجم فقط، بل شمل أيضًا القيمة التجارية التي سجلت زيادة ملحوظة، ما يعكس ديناميكيات متغيرة في سوق الصيد البحري.
بحسب تقرير حديث صادر عن المكتب الوطني للصيد البحري، بلغ إجمالي حجم المصطادات البحرية في الموانئ المتوسطية 2035 طناً خلال يناير، مسجلًا زيادة عن العام الماضي. الأهم من ذلك، أن القيمة التجارية لهذه المنتجات ارتفعت بنسبة 17% لتصل إلى 123.94 مليون درهم، مقارنة بـ 105.73 ملايين درهم خلال يناير 2024، وهو ما يشير إلى تحسن في الأسعار رغم التفاوت في الكميات المصطادة.
وعند النظر إلى تفاصيل الأنواع المصطادة، تبرز انخفاض في كمية الأسماك السطحية المفرغة بنسبة 29%، حيث لم تتجاوز 206 أطنان، بقيمة سوقية بلغت 3.62 ملايين درهم، مقارنة بـ 292 طناً و4.96 ملايين درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
أما الأسماك البيضاء، فقد سجلت أيضًا انخفاضًا بنسبة 10%، لتصل إلى 180 طناً، رغم أن قيمتها شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1%، حيث بلغت 7.87 ملايين درهم مقارنة بـ 7.79 ملايين درهم في 2024.
في المقابل، كانت الرخويات الرابح الأكبر، إذ ارتفعت الكميات المفرغة منها بنسبة 17%، لتصل إلى 1566 طناً، بقيمة 106.87 ملايين درهم، أي بزيادة 21% مقارنة بالعام الماضي. كما شهدت القشريات زيادة بنسبة 7%، لتصل إلى 82 طناً، وارتفعت قيمتها بنسبة 27% إلى 5.57 ملايين درهم.
اما على الصعيد الوطني، أشار تقرير المكتب الوطني للصيد البحري إلى أن القيمة الإجمالية لمنتجات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة خلال يناير نمت بنسبة 22%، حيث بلغت 1.41 مليار درهم، رغم أن الوزن الإجمالي لهذه المنتجات شهد تراجعًا بنسبة 13%، ليستقر عند 30,429 طناً مقارنة بالعام الماضي.
هذا الاتجاه يعكس تغيرًا في ديناميكيات السوق البحرية، حيث يبدو أن الطلب المرتفع على بعض الأنواع، مثل الرخويات والقشريات، يعوض التراجع المسجل في كميات المصطادات الأخرى. كما يُظهر ارتفاع القيمة التجارية أن قطاع الصيد البحري لا يعتمد فقط على حجم الإنتاج، بل أيضًا على نوعية المنتجات وجودتها في السوق.
