الرؤية/ليلى ابكير
رغم التقدم الملحوظ في الوعي الصحي بشأن أهمية الصحة النفسية، لا يزال الكثير من الأشخاص يترددون في طلب المساعدة النفسية. هذا التردد قد يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات النفسية، ويتسبب في أضرار صحية خطيرة. من المؤسف أن رفض العلاج النفسي قد يؤدي إلى فقدان الوظائف، تدهور العلاقات الزوجية، وحتى الوفاة في بعض الحالات نتيجة للانتحار أو السلوكيات الخطرة الناتجة عن الاضطرابات النفسية. وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي تمنع الكثيرين من زيارة الطبيب النفسي، بالإضافة إلى طرق للتغلب عليها وفق ما جائت به المنصة الطبية altibbi
ـ الشعور بالخجل والعار من المرض النفسي
لا يزال مرضى الاضطرابات النفسية يعانون من وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية، مما يمنعهم من الحديث عن مشاعرهم مع الآخرين، سواء كانوا أطباء أو حتى المقربين منهم. العديد من الأشخاص يشعرون بالخجل من مواجهة مشاكلهم النفسية علنًا. لكن من الضروري أن نفهم أن الاضطرابات النفسية لا تختلف عن الأمراض الجسدية، وأن العلاج لها لا يقل أهمية.
من المهم أن ندرك أن معاناة الكثيرين من مشاكل نفسية هي أمر طبيعي، وأن الطبيب المختص يتعامل مع الحالات النفسية بسرية تامة، مع الحفاظ على خصوصية المريض.
ـ الاعتقاد أن المرض النفسي سيختفي مع مرور الوقت
يعتقد بعض الأشخاص أن مشاكلهم النفسية ستزول مع مرور الوقت دون الحاجة إلى علاج، وهو أمر غير دقيق. بينما قد تزداد بعض الأعراض البسيطة مع مرور الوقت، فإن الاضطرابات النفسية المعقدة قد تستمر لسنوات وتؤدي إلى مضاعفات صحية وجسدية إذا لم يتم علاجها. تجاهل العلاج قد يفاقم الوضع بشكل ملحوظ، مما يجعل التعامل مع المرض أصعب.
لا ينبغي الانتظار لتختفي الأعراض. العلاج المبكر يمكن أن يوقف تطور المرض ويحمي من الأمراض العضوية والآثار السلبية الأخرى.
ـ القلق من استخدام الأدوية النفسية
يميل الكثيرون إلى تجنب زيارة الطبيب النفسي خوفًا من أنه قد يتم وصف أدوية نفسية، لكن يجب أن نعلم أن العلاج النفسي لا يعتمد دائمًا على الأدوية. هناك علاجات نفسية فعّالة مثل العلاج المعرفي السلوكي الذي يمكن أن يساعد المرضى على إدارة أفكارهم وسلوكياتهم بطريقة صحية. العديد من المرضى يحققون تحسنًا كبيرًا عبر العلاج بالكلام فقط، مما يقلل الحاجة للأدوية.
لا ينبغي أن تشعر بالقلق من الأدوية، حيث أن العلاج النفسي يمكن أن يتضمن مجموعة من الخيارات التي يمكن أن تناسب حالتك. استشر الطبيب النفسي للحصول على أفضل الحلول العلاجية التي تتوافق مع احتياجاتك.
ـ الاعتقاد أن الأعراض غير مستمرة أو شديدة بما يكفي للذهاب إلى الطبيب
يعتقد بعض الأفراد أن الأعراض النفسية مثل الأرق أو التعب أو القلق ليست خطيرة بما يكفي لتطلب زيارة الطبيب. لكن في بعض الحالات، قد تكون هذه الأعراض علامات على مرض نفسي مثل الاكتئاب، حتى لو لم يكن هناك شعور واضح بالحزن. في حالات أخرى، قد يعاني الأشخاص من “اكتئاب مقنّع”، حيث يشعرون باللامبالاة أو الافتقار إلى الطاقة دون أن يعترفوا بالحزن.
إذا كانت لديك أعراض غير مفسرة أو شعرت بتغيير في سلوكك أو مزاجك، لا تتردد في استشارة طبيب متخصص. تشخيص المرض النفسي يجب أن يتم بواسطة مختص، لأن تشخيص الذات يمكن أن يؤدي إلى تأخير العلاج المناسب.
فمن الضروري أن ندرك أن العزوف عن زيارة الطبيب النفسي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. إذا كنت تشعر بأي أعراض نفسية، لا تتردد في البحث عن مساعدة. العلاج النفسي لا يقتصر على الأدوية فقط؛ بل يشمل أيضًا العديد من الأساليب الفعّالة مثل العلاج بالكلام. مع الدعم المناسب من الأطباء المختصين، يمكن تحسين جودة الحياة واستعادة الصحة النفسية.





