الرؤية/مريم عتام
على مقربة من انعقاد اجتماع مغلق داخل البرلمان الأوروبي، والذي سيشهد مشاركة ممثلين عن جبهة البوليساريو، تصاعدت موجة من الانتقادات داخل المؤسسة الأوروبية. أصوات معارضة وصفت الدعوة بأنها “غير لائقة” و”مسيئة”، وطالبت بإلغائها.
الاجتماع، المقرر عقده في 28 يناير الجاري، يأتي بمبادرة من جناح اليسار المتطرف في البرلمان، ويتضمن لقاء تنظمه لجنة التجارة الدولية لمناقشة أحكام محكمة العدل الأوروبية الصادرة في 4 أكتوبر 2024. تلك الأحكام تناولت تطبيق الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بما يشمل مجالات الزراعة والصيد البحري ووضع علامات على منتجات الصحراء المغربية.
إعلان هذا الاجتماع أثار استياءً واسعًا بين أعضاء البرلمان الأوروبي، خاصة ضمن مجموعة “الوطنيون من أجل أوروبا”. كان النائب تييري مارياني في مقدمة المعارضين، واصفًا الاجتماع بأنه “رمزي بلا فائدة عملية”، معتبرًا أن البوليساريو تسعى من خلاله لتحقيق مكاسب داخل البرلمان الأوروبي، رغم تراجع تأثيرها هناك.
وفي تصريح بتاريخ 21 يناير، أكد مارياني أن قواعد البرلمان الأوروبي تلزم بحماية كرامة المؤسسة وسمعتها، معربًا عن رفضه استقبال البوليساريو تحت مظلة “مجموعة مراقبة المغرب العربي”. كما شدد على أن الجبهة مدعومة من الجزائر بهدف زعزعة استقرار المغرب، أحد أبرز شركاء الاتحاد الأوروبي الاستراتيجيين.
وأشار مارياني إلى تقارير تفيد بصلات محتملة بين البوليساريو وجماعات متطرفة، فضلاً عن قضايا الفساد المتعلقة باختلاس مساعدات إنسانية في مخيمات تندوف، وأحداث عنف شهدتها مدينة السمارة عام 2023.
وحذر النائب من الآثار السلبية لهذا الاجتماع على العلاقات الأوروبية-المغربية، خصوصًا أن البرلمان الأوروبي سبق أن أقر في 2018 بأهمية تطبيق التفضيلات الجمركية لدعم سكان الصحراء المغربية. وشدد على أن الاجتماع يُهدد التعاون الاستراتيجي مع المغرب ويُلحق الضرر بسمعة البرلمان الأوروبي.
الجدل حول هذا الاجتماع يعكس تعقيد المشهد السياسي في منطقة المغرب العربي، حيث التنافس الإقليمي وتوازن القوى لا يزالان حاضرين بقوة في النقاشات الأوروبية.




