الرؤية/ليلى ابكير
أفادت مصادر صحفية، اليوم الاثنين، أن فرنسا تخطط لافتتاح مركز ثقافي بمدينة العيون خلال الأشهر المقبلة، وذلك في خطوة تعكس اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، حيث سيحمل المركز اسم «L’Alliance Française de Laâyoune».
ويُعد هذا المركز امتدادًا لمؤسسة “الأليانس فرانسيز”، البعثة التعليمية الفرنسية، التي تعود جذورها إلى عام 1883، ويُعتبر أول مركز من نوعه في الصحراء المغربية.
بحسب ذات المصادر، وجه والي جهة العيون-الساقية الحمراء تعليماته لتأسيس جمعية تضم مجموعة من الأطر، لتسيير المركز الثقافي الجديد. كما دعا إلى التحضير لاجتماع مهم سيُعقد بحضور وفد فرنسي بارز يمثل المؤسسة.
وتواصل سلطات مدينة العيون العمل على توفير جميع الوسائل اللوجستية والإدارية لتسهيل إطلاق هذا المشروع الثقافي، بما في ذلك تخصيص فضاء تعليمي يليق بعراقة المؤسسة.
وسيُركز مركز «L’Alliance Française de Laâyoune» على نشر قيم السلام والتعايش بين الأفراد، مع تقديم دروس في اللغة الفرنسية وتشجيع الانفتاح على لغات العالم الأخرى. كما سيتضمن أنشطة ثقافية لتعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على الثقافة المحلية، بما في ذلك الثقافة الحسانية، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية.
وفي هذا السياق، كان السفير الفرنسي لدى المغرب، كريستوف لوكورتييه، قد قام بزيارة تاريخية لمدينة العيون في 12 نوفمبر الماضي، حيث شدد على أهمية تعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي بين المغرب وفرنسا. الزيارة تضمنت تفقد المدرسة الفرنسية «Paul Pascon» التابعة للبعثة الفرنسية OSUI، حيث أكد السفير أن هذه الجهود تهدف إلى تجسيد التعاون الثنائي بشكل ملموس.
وتأتي هذه الخطوة تماشيًا مع إعلان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، في أكتوبر الماضي، عن نية فرنسا تعزيز حضورها القنصلي والثقافي في الصحراء المغربية. هذا الإعلان أعقب مباحثات مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حيث جدد الجانب الفرنسي التزامه بتطوير شراكة متينة تشمل كافة أقاليم المملكة.
وتُعزز مدينة العيون مكانتها كوجهة ثقافية وعلمية بارزة من خلال افتتاح هذا المركز الثقافي الجديد، إلى جانب المؤسسات التعليمية والتكوينية الأخرى، مثل البعثة الإسبانية «Collegio La Paz».
وتُعبر هذه المبادرات عن رؤية مشتركة لتطوير التعاون الدولي في الصحراء المغربية، بما يعكس الاعتراف بمكانتها المتنامية كمركز للتعايش الثقافي والانفتاح